Uncategorized

تركيا وقطر.. شراكات استراتيجية راسخة وآفاق اقتصادية واعدة

أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني يبدأ زيارة عمل إلى دولة تركيا تهدف إلى العمل على تطوير العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدين.

تركيا وقطر نحو شراكات استراتيجية راسخة وآفاق اقتصادية واعدة. حيث سيلتقي أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني يوم الجمعة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول .
فلقد تطورت العلاقات الاستراتيجية بين أنقرة والدوحة على مر سنين عديدة لتشمل مختلف المجالات.
فهناك انسجام سياسي كبير بين البلدين واتفاقيات حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.
فلقد بدأ أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني زيارة عمل إلى تركيا بهدف تطوير العلاقات الأخوية الاستراتيجية بين البلدين.

كما أعلن المجلس الأعلى في قطر مساء الخميس. أنه من المنتظر أن يلتقي آل ثاني الذي توجه إلى تركيا بعد زيارة لإيران تستغرق يوما واحدا. الرئيس رجب طيب أردوغان في اسطنبول يوم الجمعة.

تتطلع تركيا وقطر إلى تعزيز روابط الأخوة القوية والعلاقات الاستراتيجية بينهما التي تطورت وترسخت منذ عقود. في مجالات أمنية وسياسية وعسكرية واقتصادية واستثمارية وتنموية وثقافية وغيرها.

وتشهد العلاقات بين البلدين تطورا متناميا وتعاونا مستمرا على مختلف المستويات. في ظل تماسك سياسي كبير وتوافق في الآراء حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.

اللجنة الاستراتيجية

لقد بدأت العلاقات التركية القطرية المتينة والقوية على كافة المستويات رسميًا في عام 1979. وذلك بافتتاح سفارتي البلدين في الدوحة وأنقرة .

وقد تم تعزيز هذه العلاقات في عام 2014. من خلال تكوين اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة. وقد استضافت الدوحة دورتها الأولى في ديسمبر عام 2015 . وتم عقد سبعة اجتماعات بالتساوي بين البلدين منذ إنشائها. ونتج عن ذلك أكثر من ثمانين اتفاقية في مختلف المجالات.

غير أن الزيارات الرسمية المتبادلة والمشاورات السياسية لا تنتهي بين البلدين.

 

 

تتمتع الدوحة وأنقرة بعلاقات صداقة وأخوة استثنائية في انفصالهما وعطاءهما. وذلك كنتيجة للتقارب الكبير بين قادة البلدين شعبهما إلى جانب القواسم المشتركة والتضامن اللامحدود بينهما في أوقات الأزمات.

كما تتميز العلاقات بين البلدين بتماسك الرؤى السياسية حول العديد من الملفات والقضايا. وتشترك في توجه سياسي واحد يسمح بالحوار والدبلوماسية وجهود الوساطة من أجل الأمن والاستقرار والسلام وحل المشاكل الدولية والصراعات الإقليمية.

ثمانية وعشرون قمة رفيعة

منذ عام 2014 عُقدت 28 قمة بين أمير قطر آل ثاني ورئيس تركيا أردوغان. كدلالة واضحة على تميز العلاقة بين البلدين وعمق الصداقة التركية القطرية  .

أما القمة الأخيرة فكانت في ديسمبر الماضي. عندما ترأس الرئيس التركي أردوغان الاجتماع السابع للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين بعيد زيارته للدوحة مع أمير قطر .

وفي ختام الاجتماع وقع الجانبان سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم. حيث شملت الشؤون الإسلامية والثقافة والإعلام والاتصالات وإدارة الكوارث والطوارئ وذلك للعمل على توحيد المعايير والاستثمارات والشركات الصغيرة والمتوسطة .

وفي البيان الأخير للجنة ذُكر أن الجانبان ناقشا العديد من جوانب علاقاتهما القوية والمتميزة. بما في ذلك التعاون في مجالات الدفاع الإقليمي والأمن، والتجارة، والصحة والطاقة، والاستثمار ، ، والطيران ، والسياحة ، والثقافة ، والتعليم.

 

وجاء في البيان الختامي للجنة. أن الجانبين ناقشا العديد من جوانب علاقاتهما القوية والمتميزة. بما في ذلك التعاون في مجالات الأمن والدفاع الإقليمي ، والصحة ، والتجارة ، والاستثمار ، والطاقة ، والطيران ، والسياحة ، والثقافة ، و التعليم.

تعاون وثيق

ورحبت اللجنة بتوقيع اتفاقية لتوسيع وتعديل اتفاقية صرف الليرة التركية والريال القطري بين البنكين المركزيين في كلا من تركيا وقطر. وتعهدت بالعمل على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية في قطاع الخدمات المالية، ومواصلة العمل بالتنسيق المالي الوثيق.

وفي بيانها الختامي رحبت اللجنة بالتقدم الذي تم إحرازه في الاستثمارات المتبادلة والزيادة في استثمارات قطر في تركيا إلى ما يُقدر ب 33.2 مليار دولار بنهاية عام 2020، فيما تعهدت بالبحث عن أفضل السبل للعمل على دعم تنوع العلاقات الاقتصادية والتنسيق المالي بين كلا البلدين.

كذلك تم الاتفاق بين الجانبين على زيادة تعاونهما في المشاريع التي تخص البنية التحتية، وأشاد الجانب القطري بدور الشركات التركية في مشاريع تطوير البنية التحتية في دولة قطر وذلك استعدادا لنهائي كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 بالإضافة إلى خطط التنمية في إطار رؤية قطر الوطنية لعام 2030.

وقد اقترحت قطر إنشاء “منطقة اقتصادية تركية حرة” في المناطق التي تشرف عليها هيئة المناطق الحرة في قطر، والتي توفر فرصًا فريدة للجمع بين الابتكار الصناعي التركي والمزايا التنافسية العالمية للاقتصاد القطري وتمكين المستثمرين الأتراك من الوصول إلى أسواق إضافية في كلا من الهند وآسيا وأفريقيا.

كما جُدد الالتزام المشترك لكلا البلدين للحفاظ على الجهود العالمية والإقليمية وتعزيزها لإحلال السلام والأمن الدوليين، إلى جانب محاربة الإرهاب والعمل على حل النزاعات بالوسائل السلمية.

العلاقات التجارية بين البلدين

إن تركيا تعتبر من أهم الشركاء التجاريين لقطر، وقد شهد حجم التبادل التجاري بين البلدين زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة، حيث ارتفع من 340 مليون دولار في عام 2010 إلى 2.24 مليار دولار في عام 2019.

ويأمل كلا البلدين في زيادة حجم التبادل التجاري بينهما إلى خمسة مليارات دولار وتعد تركيا وجهة مميزة للمستثمرين القطريين حيث تمتلك الدولة العديد من الاستثمارات القطرية الناجحة بما في ذلك العقارات والسياحة وغيرها.

كما يرجع التطور الملموس في حجم التجارة بين البلدين بشكل رئيسي إلى العلاقات الوثيقة والزيارات المتبادلة ووجود العديد من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية الموقعة في القطاعين العام والخاص.

وساهمت هذه الاتفاقيات في خلق استثمارات متبادلة كما ساعدت على زيادة تدفق البضائع والسلع في كلا الاتجاهين، خاصة مع توقيع اتفاقية الشراكة التجارية والاقتصادية بين الحكومتين في 2018 وفتح خطوط ملاحية بينهما.

بالإضافة إلى ذلك ، هناك أكثر من 711 شركة تركية ، منها 664 شركة قطرية وتركية ، و 47 مملوكة بنسبة 100٪ لتركيا ، و 15 شركة تركية تعمل في المنطقة الحرة بقطر وأكثر من 183 شركة قطرية تعمل في تركيا.

كما يعد قطاع البناء من أكثر المجالات التي تركز عليها الشركات التركية العاملة في قطر وذلك إلى جانب قطاعات الاقتصاد ، التجارة ، الصحة ، العقارات ، القطاعات التكنولوجية والصناعية.

تبلغ مساحة تركيا حوالي 783000 كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها ما يقرب من 85 مليون نسمة، كم أنها تتمتع بفرص كبيرة في العديد من المجالات الإنتاجية ، لا سيما في الصناعة والزراعة والخدمات.

كل ذلك يفتح المجال بشكل واسع أمام زيادة التبادل التجاري بين قطر وتركيا، وتوسيع الاستثمارات إلى درجة وصول البلدين إلى الاستثمارات المشتركة في دول أخرى، وتحقيق تكامل كبير يعود بالنفع على الطرفين.

ومن الجدير بالذكر أنه قد بلغت نسبة نمو الاقتصاد التركي 11 % في عام 2021. وهو بذلك يكون الأعلى بين أقرانه في مجموعة العشرين الصناعية ويقع في المرتبة الثالثة بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والتي تضم 31 دولة ويوجد مقرها في باريس.

اقرأ أيضا: التطورات الأولى وبيان عاجل من أردوغان .. هل انتصر الرئيس التركي أول انتصار في الحرب الاقتصادية

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى